يروى ان الرومان عندما هزموا (هنيبال)ودمروا قرطاجة، رشوا االراضي المحيطة بها بالملح حتى لا تصلح للزراعة وحتى لا تقوم لقرطاجة قائمة.
ورغم الاعتقاد بان هذه الرواية مختلقة وغير صحيحة، فانها تدل على مدى خطورة تملح التربة الذي يقضي على مختلف مظاهرالحياة فيها. نعلم ان ملوحة التربة عدو للزراعة. واذا زادت الملوحة عن حد معين، فان النبات لا ينمو فيها والا يعيش.
وفيما يتعلق بالبحر الميت ورغم ما يوحي به اسم هذا البحر، فهو ليس خاليا تماما من مظاهر الحياة، إلا اذا قصرنا تفكيرنا على اشكال الحياة الكبيرة كالاسماك، فهي فعالا غائبة عنه.
غور الأردن
غور الأردن أو وادي الأردن سهل خصيب تبلغ مساحته حوالي 400 كيلومتر مربع، يقع على امتداد نهر الأردن ويتراوح مستواه بين 200 وأكثر من 400م تحت سطح البحر، ليصل إلى البحر الميت، وهي أكثر جهات العالم انخفاضاً تحت مستوى سطح البحر. ويشكّل غور الأردن مع البحر الميت ووادي عربة أخدود وادي الأردن والذي يشكّل بدوره جزءا من صدع البحر الميت والوادي المتصدع الكبير. تمر عبر غور الأردن المنطقة الحدودية الفاصلة بين المملكة الأردنية الهاشمية على الضفة الشرقية لنهر الأردن من ناحية وجزء من المنطقة الشمالية لإسرائيل ويمتد على طول الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967 من ناحية أخرى.
يتميز مناخ الغور بكونه أدفأ بعدة درجات من الأراضي المحيطة به وهو من أخصب الأراضي الزراعية وكما يقال فهو سلة خضار الأردن. ولأن مناخه دافئ شتاءً وحار جداً صيفاً فهو مناسب للكثير من الخضار والفاكهة وأشجار أخرى كثيرة كما أن المناخ الحار يناسب نبات الموز حيث توجد في الغور مساحات شاسعة من مزارع الموز. كان يشتهر بمزراع قصب السكر ومعامل تكريره في الفترة المملوكيَّة من مثل معمل طواحين السكر في غور الصافي.
الأغوار الجنوبية الأردنية
تعد منطقة الأغوار الجنوبية والتي تتبع لمحافظة الكرك، الأردن. والت تضم (غور الصافي، غور المزرعة، غور الحديثة، غورفيفا، غور ذراع، المعمورة، النميرة، السلماني، الغويبة، خنزيرة). وتبلغ مساحته 350 كم وعدد سكانه 33,508 نسمة بحسب إحصائيات مارس 2020 من أهم مناطق الزراعة الشتوية والتي تمتدّة على مساحة 1.6 مليون دنم بمقربة الحدود الأردنيّة، وهي تشكّل ما يقارب 30٪ من مساحة الضفّة الغربيّة ويسكنها الفلسطينيون. تكمن الأهميّة الاستراتيجيّة في كون منطقة الأغوار منخفضة عن سطح البحر ممّا يعطيها توزيعًا مختلفًا لدرجات الحرارة في الصيف والشتاء ويجعلها ثريّة بالأراضي الصالحة للزراعة التمور والعنب والتوابل وتوليد الطاقة. كما تكمن أهميتها العظمى في كونها منطقة طبيعية دافئة وخصبة يمكن استغلالها للزراعة طوال العام.
فيما يتعلق بأهميتها المائية تتربع المنطقة فوق أهم حوض مائي في فلسطين. إذ تحتوي منطقة الأغوار الجنوبية على 91 بئرا، والأغوار الوسطى على 68 بئرا، أما الأغوار الشمالية فتحتوي على 10 آبار. وحفرت 60% من هذه الآبار في العهد الأردني، وسيطرت إسرائيل على معظمها.
الأغوار الفلسطينية
تمتد منطقة الأغوار الفلسطينية من بيسان حتى صفد شمالاً، ومن عين الجدي حتى النقب جنوباً، ومن منتصف نهر الأردن حتى السفوح الشرقية للضفة الغربية غرباً، وتبلغ المساحة الإجمالية للأغوار 720 ألف دونم، وتُقسم منطقة الأغوار إلى ثلاث مناطق تتبع إدارياً لثلاث محافظات، وهي: محافظة طوباس وتشغل منطقة الأغوار الشمالية، ومحافظة نابلس وتشغل منطقة الأغوار الوسطى، ومحافظة أريحا تشغل منطقة الأغوار الجنوبية. وتشكل منطقة الأغوار حوالي 30% من مساحة الضفة الغربية؛ وحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني “التعداد العام 2017” يعيش فيها 56908 نسمة بما فيها مدينة أريحا؛ وهو ما نسبته 2% من مجموع السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية. ويقدر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عدد سكان الأغوار الشمالية وطوباس في منتصف العام 2023 بحوالي 68779 نسمة.
للأغوار أهمية عظيمة، تكمن في كونها منطقة طبيعية دافئة يمكن استغلالها للزراعة طوال العام؛ إضافة إلى خصوبة التربة، وتوفر مصادر المياه فيها؛ فهي تتربع فوق أهم حوض مائي في فلسطين؛ إذ تحتوي منطقة الأغوار الجنوبية على 91 بئرًا؛ والأغوار الوسطى على 68 بئرًا؛ أما الأغوار الشمالية فتحتوي على 10 آبار. 60% من الآبار حُفِرَت في العهد الأردني؛ وغالباً يمنع الاحتلال تجديدها ضمن سياسة التضييق على السكان.
وقد اتفق الأردن وفلسطين عام 2022، على إنشاء الشركة الأردنية الفلسطينية لتسويق المنتجات الزراعية “جباكو”، لتكون وسيلة القطاع للوصول للأسواق الخارجية والتقليدية، وتعزيز مسار التسويق من خلال التعبئة والتدريج واختيار سبل الشحن المناسبة البرية والبحرية والجوية، وذلك لخلق تنافسية مناسبة للمنتج المحلي، وفق وزارة الزراعة.
زراعات حديثة
تعمل وزارة الزراعة الأردنية ، مع المركز الوطني للأبحاث الزراعية على خلق مبادرات تدعم الزراعات الحديثة والذكية، حيث وقعت اتفاقيات في العام 2022، شملت مشاريع ريادية، تتركز أعمالها حول موضوعات تكريس التكنولوجيا الزراعية لمعرفة الإصابة المرضية للنباتات، وإكثار أنواع من ديدان الأرض لإنتاج سماد عضوي، الزراعة المستدامة، مجال التدريب على تصنيع الأسمدة الطبيعية (الكمبوست)، إضافةً للزراعة المائية والزراعة بدون تربة، إنتاج مادة السيلاج (العلف الأخضر)، وتكنولوجيا النانو من استخدام المياه الممغنطة.