بالديانة المسيحية، عدا عن السياحة العلاجية التي توفرها مياه هذا البحر، بالإضافة إلى أنها كانت محطة سياحية منذ القدم، وفي هذا المقال سندرج أبرز المعلومات والحقائق المتعلقة بالآثار التي تتواجد في البحر الميت.
أبرز آثار البحر الميت
ندرج فيما يلي أهم الآثار التاريخية في منطقة البحر الميت:
مغطس السيد المسيح
تُشير منطقة معمودية السيد المسيح إلى تاريخ بداية الدين المسيح، وتقع شمال البحر الميت على بعد يُقدر بحوالي 9 كيلومترات، وتضم أكثر من موقع أثري قد شيد في زمن الإمبراطورية البيزنطية إلى جانب الإمبراطورية الرومانية، كما تحتوي هذه المنطقة على مسار هادئ جدًا يتمركز بين نباتات خاصة في منطقة البحر الميت، ويؤدي هذا المسار إلى المكان الذي قد عُمّد فيه سيدنا عيسى -عليه السلام-، ومن الجدير بالذكر أن منطقة المغطس تعد إحدى المناطق المدرجة في قائمة التراث العالمي من قِبل اليونسكو.
كهف سيدنا لوط ومتحف البحر الميت
يعرض متحف أخفض بقعة في العالم مجموعةً غنية من الآثار القديمة التي تتمثل ببعض محتويات كهف لوط الذي يتمركز على أعلى التلة التي تقع بجانب المتحف، بالإضافة إلى بعض الملابس التي تعود للعصر الروماني والإغريقي والتي تم الحفاظ عليها بطريقة مُبهرة، عدا عن النقوش الإغريقية الكثيرة، والأرضية الفسيفسائية كما يقال أن هذا الكهف هو المكان الذي قد لجأ إليه سيدنا لوط-عليه السلام- عند حادثة سدوم وعمورة، وقد قيل أيضًا أن هذا الكهف قد تحول إلى كنيسة.
مخطوطات البحر الميت
تعد هذه المخطوطات من الآثار الدينية التي وُجدت في منطقة البحر الميت، وتعود أقدم نسخ هذه المخطوطات إلى القرن التاسع الميلادي، وقد أضافت هذه المخطوطات معرفةً قوية بالرابط بين الدين المسيحي واليهودي، وقد وجدت العديد من أوجه الشبه في كل من العقائد والسلوكيات والممارسات الدينية بين كل من المسيحيين الذين كانوا من أوائل من اعتنق الدين المسيحي وجماعة قُمْران؛ فمثلًا كلال الفريقين يمارسان تعميد الأطفال، ويشتركان في أمور التنظيم، وحتى في الأمور البسيطة التي تتمثل في الأموال والأطعمة، وقد أشار معظم الباحثين إلى أن تعاليم كل من جماعة قمران التي تتبع إحدى الطوائف اليهودية، وتعاليم الدين المسيحي تعود جميعها إلى مرجع يهودي مشترك بينهما.
آثار قرية سدوم وقرية باب الذراع
وتتواجد هذه الآثار جنوب مدخل وادي الموجب الذي يقع بعد طريق البحر الميت السريع، وتتمثل هذه الآثار بتكوينات صخرية شبيهة بالأجساد البشرية يُشار إلى أحدها بأنها زوجة سيدنا لوط -عليه السلام-، وإلى جانب آثار هذه القرية هنالك آثار بشرية أخرى مثل مقبرة باب الذراع والتي كانت مدينة محصنة يعود تاريخها إلى العصر البرونزي، وقد أرَخَ بعض المختصين تاريخ هذه المقبرة حوالي 1900-3200 عام قبل الميلاد.
مطاحن السكر تعود للعصر المملوكي
على مشارف البحر الميت توجد أقدم معصرة لقصب السكر في بلاد الشام التي كانت تصنع سكرا بأنواعه المختلفة حتى أصبحت صاحبة الصدارة التجارية في العالم نظرا لجودة الإنتاج وقرب وصول بضائعها إلى دول أوروبا.
– “استخدم المماليك، وبشكل ذكي جدا ورائع قوة المياه لتحريك أحجار البد الثقيلة التي كانت تعصر وتهرس قصب السكر. يتم غلي العصير لينتج النوع الكريستالي الذي كان من أنقى أنواع السكر على وجه الأرض”.
تجارة وضعت العرب على قائمة التجارة العالمية بعدما نجحوا في تصدير السكر عبر ميناء البحر الميت قديما من مدينتي الكرك والشوبك في جنوب الأردن، وصولا إلى مدينة غزة الساحلية لتنطلق القوافل صوب دول أوروبا.
– “هناك اتصال حضاري بين منطقة شمال مصر، دلتا النيل، لها اتصال حضاري مع مناطق جنوب الأردن وفلسطين، حتى إنه انتشرت هناك عشرات مصانع السكر في وادي الأردن”.
وليس بعيدا من هنا، كانت أقدم مدينة عالمية، وهي أريحا في فلسطين المحتلة، تزخر بأكثر من عشرين معصرة لصناعة السكر بعد استغلال قوة الماء لعصر قصب السكر.
الجدير بالذكر أن استخراج مادة السكر عرف في التاريخ قبل أكثر من 2500 عام عبر حضارتي الهند واليونان، إلا أن العرب هم من استطاعوا بتقدمهم العلمي، تحويلها إلى سلعة عالمية بامتياز.
عين الزارة
عين الزارة هي منطقة أثرية قريبة من البحر الميت في محافظة الكرك في الأردن. تقع على شاطئ البحر الميت وتبعد 65كم من عمان. كان اسمها قديما «كاليروهي Callirhoe» وهي كلمة يونانية تعني المياه الساخنة وجنوبها الكرك والعقبة ووادي عربة والطفيلة.
كان يستخدم الموقع عبر العصور كحمامات علاجية كحمامات ماعين، وبدءًا بالفترة الرومانية حين بُنيت حمامات وبرك مياه وألحق بها أماكن تشبه القصر، واستخدم في العصر البيزنطي، وكشفت التنقيبات هناك عن وجود قنوات لتجميع المياه واستخدامها في الحمامات.
وتصور خريطة الفسيفساء في مادبا المنجزة في القرن الميلادي السادس، عيون الماء في زارة وقد كتب عليها اسمها الروماني ورسم بواسطة الفسيفساء ثلاثة من المباني تمثل برك ماء تحفها أشجار النخيل. وعرف المكان باسمه الجديد عين زارة منذ قرن تقريبًا، وفي العام 1984 قام عالم الآثار الألماني«شتروبل ودونر» بالتنقيب في موقع عين زارة واكتشف بعض المباني في الميناء القديم التي كانت تستخدم لاستقبال قوارب نقل البضائع القاطعة عرض البحر الميت باتجاه الشاطئ الغربي للبحر وهو ما أشارت إليه خارطة فسيفساء مادبا برسمها لمراكب بحرية وسط البحر.
المصدر موسعة المملكة الأردنية والجزيرة ومواقع